Zynah.me
مشاركة المقالة PintrestFacebookTwitter

هل تحدي Bad Word Challenge جيد لنفسية الأطفال؟ متخصصون يجيبون علينا

Author جاسمين كمال
Time 2/12/24, 12:00 PM
هل تحدي Bad Word Challenge جيد لنفسية الأطفال؟ متخصصون يجيبون علينا
Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0

انتهيت من عملي كالعادة وعدت مساءًا إلي منزلي وبدأت فقرتي الليلة من التجول بين مئات الفيديوهات على التيك توك، للتسلية من ناحية وربما أجد شيء يومض فكرة لمقال جديد من ناحية أخرى. حتى صادفت فيديو بعنوان  Bad Word Bathroom Challenge! العنوان كان غريبًا بعض الشيء خاصة وأن أول مشهد في الفيديو تظهر فيه أم برفقة طفلة صغيرة، وكعادتي تدور العديد من التساؤلات برأسي قبل مشاهدة الفديو حتى استقربت بالنهاية على مشاهدة الفيديو لعلي أرضي فضولي. وجدت أم تخبر طفلتها التي لم يتعدى عمرها الأربعة سنوات بأنها ستتركها لمدة دقيقة كاملة بمفردها في الحمام لتقول أي كلمة سيئة أو غاضبة تريدها وهي لن تحاسبها عليها، وبالفعل خرجت الأم، لم تقل هذه الطفلة الصغيرة شيئًا سيئًا بل ظلت تحكي عن موقف حدث مع إحدى صديقاتها. الفيديو كان طريفًا بعض الشيء ولكن جعلني أتسائل "ماذا لو كانت الطفلة تلفظت بألفاظ سيئة بالفعل؟ أليس من المفترض أن هذا التحدي يعني أن خاص هذا يعني أنه ليس من المفترض أن ينشر الآباء فيديوهات لأطفالهم في هذه اللحظة الخاصة؟ وهل من المقبول في الأساس أن نترك الطفل يقول أي كلمة سيئة يريدها؟! في البداية تخيلت أن هذا التحدي ليس بهذا القدر من الانتشار حتى بدأت رحلة بحثي وهذا ما وجدته….

 

 

 

قصة تحدي "Bad Word Challenge" على التيك توك

كالعادة أغلبنا يعلم أن معظم التحديات تبدأ من إحدى الدول الأوروبية ثم تنتقل شيئًا فشيئًا إلى دول العالم العربي وهو ما حدث مع هذا التحدي بالفعل. فكانت البداية من خلال مقطع فيديو مدته دقيقتان، تخبر فيه الأم ابنتها البالغة من العمر ٣ سنوات أنها تستطيع 'قول كل الكلمات البذيئة التي تريدها هذه المرة فقط لإخراجها من حياتها أو من رأسها. وبالفعل وافقت الطفلة الصغيرة على التحدي بابتسامة كبيرة، وكانت مستعدة لإطلاق كل الكلمات البذيئة التي تخطر على بالها. وبالفعل بدأت الطفلة  بإطلاق كل الألفاظ البذيئة والغاضبة التي تدور بعقلها في الفيديو الذي حصد أكثر من ٣٫٢ مليون مشاهدة في وقت قصير. قاطعت والدتها اللحظة الخاصة مرتين، وسألتها عما إذا كانت قد انتهت، لكن الطفلة الصغيرة أدركت أن لديها المزيد لتخرجه من صدرها. بمجرد انتهائها، أخبرتها والدتها أنه قد حان الوقت بالفعل لشطف هذا الفم ببعض الصابون لتنظيفه من هذه الألفاظ التي أطلقتها. ومن هنا انتقل الفيديو من أم لأخرى ومن طفل لآخر، وبالوقت ذاته انقسمت آراء جميع المشاهدين بين مؤيدة للفكرة وغاضة منها تمامًا.

 

إدمان المراهقين للأفلام الإباحية: المعالجة النفسية ياسمين الجارحي تخبرنا بأسبابه وطرق التعامل معه

 

لماذا الانزعاج من تحدي Bad Word Challenge؟

الغريب في الأمر أنه حتى الأشخاص الذين تقبلوا الفكرة بل أبدوا استعدادهم على تجربة هذا التحدي مع أطفالهم كان لديهم بالوقت ذاته شعور بالانزعاج غريب لا يفهمون مصدره أو حتى سببه. فمثلًا بررته إحدى الأمهات قائلة “ربما أنه من الصعب علي تقبل أن هذه الأطفال الصغيرة قادرة على إخراج هذه الكلمات البذيئة والغاضبة" وبرره إحدى الآباء قائلًا “ استيعاب أن هذا الطفل الصغير يعيش كل مشاعر الغضب هذه بداخله يبدو صعبًا للغاية” وأم أخرى قالت “ نعتقد  أن الأطفال لا يمكنهم سوى قول الكلمات الجميلة اللطيفة، لذا من الطبيعي أن يكون صادمًا عندما نراهم يتلفظون بألفاظ بذية.” كانت هذه بعض التفسيرات لحالة الشعور بالانزعاج التي شعر بها البعض من التحدي الذين هم بالوقت ذاته مستعدين لتجربته مع أطفالهم. أما هؤلاء الذين رفضوا الفكرة تمامًا كانت لديهم تفسيرات أخرى، فقالت إحدى الأمهات “ السماح للطفل بأن ينطق لسانه بمثل هذه الألفاظ سيجعله يعتاد عليها، فإذا كررها يوميًا بمفرده في غرفته أو في الحمام، فربما غدًا سيقولها أمام الجميع” وأم أخرى قالت “ هناك شيء بداخلي يخبرني أن هذه ليست أفضل طريقة لجعل طفلي يعبر عن غضبه، أشعر أن هذه الطريقة سيئة للغاية” وأم ثالثة قالت “ أشعر أن هذا التحدي وكأنه إشارة خضراء مني لطفلي بأن الألفاظ السيئة مقبولة طالما أنك غاضب.”

 

 

ويبقى السؤال.. هل تحدي Bad Word Challenge جيدًا أم سيئًا؟!

بعدما مرت رحلتي في البحث عن كل ما يتعلق بهذا التحدي بدءًا من بداية انطلاقه ثم الآراء المختلفة للآباء والأمهات تجاهه، كان هناك سؤال واحد يطرح نفسه هو “هل تحدي Bad Word Challenge جيدًا أم سيئًا؟” هل هو بالفعل مساحة ليعبر الطفل عن غضبه، فهو بالتأكيد مثلنا لديه ما يغضبه ويزعجه ويحتاج للتعبير عنه؟ أم هو أسلوب خاطئ لا يجب اتباعه؟ من هنا كانت بداية رحلة أخرى للبحث بين آراء متخصصي الصحة النفسية، وتفسيرهم لهذا التحدي وما إذا كان جيدًا أم سيئًا، وإليك ما أخبرونا به…

 

 

١- تحدي Bad Word Challenge خيانة واضحة لثقة الأطفال بوالديهم

لم يختلف طبيب واحد في رأيه حول أن هذه الفيديو يعتبر خيانة واضحة لثقة الأطفال. فأنت تخبرين طفلك في البداية أنك ستتركينه بمفرده وأن لا أحد سيعرف بهذه الكلمة، في الوقت ذاته تقومين بتصويره ونشر الفيديو الخاص به على موقع الفيديوهات تيك توك. فإذا كانت الغرفة أو الحمام مكانًا آمنًا بالتأكيد الإنترنت ليس آمنًا، وإذا كنت تتوقعين أن طفلك مازال صغيرًا ولن يعرف بوجود هذا الفيديو على الإنترنت، فلمفاجأتك، طفلك سيكبر وسيرى هذا الفيديو يومًا ما، لأنه ببساطة لا شيء يختفي من على الانترنت، وفور أن يشاهده سيكون بمثابة صدمة له لأنه ببساطة سيفقد ثقته بك.

 

كيفية اكتشاف الأهل السامين "توكسيك" والتعامل معهم؟ المعالجة النفسية ياسمين عبد الرازق تجيب

 

٢- يتحول فيه الآباء لمثال سيئ للأطفال

منذ أن يبدأ الطفل في مرحلة يستخدم فيها الإنترنت، تعمل المدرسة من جهة والوالدين من جهة أخرى على توعيته بضررورة التفكير جيدًا في كل شيء قبل نشره على الانترنت وأن ينظر له نظرة عميقة، عما إذا كان شيء سيخجل منه في المستقبل أو أنه شيء سيضر أحد ما أو أنه شيء سيجعل والديه فخورين به أم لا وكل هذه الأسئلة، لأننا نريده أن لا يمنح الآمان الكامل للإنترنت، وفي الوقت الذي يعمل الجميع على هذه التوعية، يأتي الآباء ليضربوا مثلًا سيئًا للطفل بنشر هذه الفيديوهات التي تعتبر مسيئة له. فلنتفرض أن هناك طفل آخر بدأ في استخدام الإنترنت وتصادف بهذه الفيديوهات التي ينشرها الآباء عن أطفالهم، والتي تعتبر مسيئة لأطفالهم، سيشعر وأن هناك خلل ما وأن ما يفعله المجتمع المحيط به من توعيته لا يتماشى مع وجود آباء من المفترض أن يضربوا مثلًا جيدًا لجميع الأطفال، يقومون بالوقت ذاته بنشر فيديوهات تسيء لأطفالهم.

 

 

٣- هذه الفيديوهات تعتبر استغلالًا للأطفال

وصف عدد من المتخصصين أن نشر مثل هذه الفيديوهات يعتبر استغلالًا لبراءة الأطفال من أجل “اللايك” و"الشير". فهؤلاء الأطفال تلفظوا بهذه الكلمات البذيئة بعدما أخبرتهم الأم أو الأب بأن هذه الغرفة مكانًا آمنًا  يفعلون ويقولون ما يحلو لهم، ولكن استغلت الأم والأب تصديق أطفالها وبرائتهم وقامت بنشر هذه الفيديوهات من أجل إضحاك عدد من المتابعين والحصول على عدد أكبر من الشير واللايك، فهي لم تخون ثقة أطفالها فقط بل قامت باستغلالهم لتحقيق شهرة وانتشار أكبر.

 

 

٤- فيديوهات تحدي Bad Word Challenge تكشف عن صدمات نفسية وليست مضحكة

فيما اتفق جميع أخصائيو الصحة النفسية للأطفال على أن هذه الفيديوهات ليست مضحكة كما يتعامل معها الآباء بل تحمل الكثير ورائها وتكشف عن مرور هؤلاء الأطفال بصدمة ما. ففي بعض الفيديوهات يظهر الأطفال وكأنهم في مشاجرة عنيفة وبعضهم يستخدم بعض الكلمات التي تحقر من شأن الطرف المقابل بهم، وبعضهم استخدم الدعاء على صديق أو صديقة لهم وغيرها، وبعضهم طالب بأشياء ليس من المفترض أن تكون طموح لطفل في سنه،  وكل هذا يعكس أن هؤلاء الأطفال تعرضوا لمواقف عنيفة جعلتهم يحملون بداخلهم هذا الكم من الغضب والانزعاج، أو أنهم تعرضوا لأحداديث الكبار التي ليس من المفترض أن يكونوا عرضة لها. فربما تكون هذه المواقف أو الأحاديث التي تعرضوا لها بين الأب والأم أو في المدرسة أو في المجتمع المحيط بهم. لذا هذه الفيديوهات لا تتحمل المزح أو الفكاهة فبدلًا من نشرها يجب أن يتوجه الآباء بطفلهم لمتخصص صحة نفسية. 

 

 

٥-  تحدي Bad Word Challenge يشجع الأطفال على التعبير عن غضبهم بطريقة خاطئة

عندما يكون أمامنا شخص ناضج أو بالغ، نخبره دومًا إنه إذا شعر بأي غضب، يجب أن يقوم بمجموعة خطوات، كأن يبتعد عن مصدر الغضب، أن يتنفس بشكل منظم، أن يخرج ما يغضبه على الورق أو يتحدث مع أحدهم ليزيح ما على صدره، ولكننا لا نخبره أبدًا بأن يدخل في غرفة بمفرده ويبدأ في الصراخ والتلفظ بألفاظ بذيئة، لأنها ببساطة لن تخفف من عليه بل قد تزيد الأمر سوءًا، إذا كيف يمكننا أن نخبر طفل بأن يعبر عن غضبه في غرفه بمفرده ويقول أي كلمة بذيئة يريدها، ربما هذا تحدي مرة وسيمر بالنسبة للآباء، ولكنه ليس كذلك بالنسبة للأطفال أبدًا. لأنه سيكرره بمفرده وهو يعلم أن لا أحد من والديه سيعرف، وسيتحول لعادة لديه ومع الوقت سيعتاد على هذه الطريقة الخاطئة في التعبير عن غضبه. وهو بالتأكيد ما لا نريده جميعنا لأبنائنا.

 

لم يكن هناك المزيد لأضيفه في رحلة بحثي هذه حول ما يتعلق بهذا التحدي، فبعد آراء متخصصو الصحة النفسية بالتأكيد لا يوجد شيء آخر، ولكن لم يكن هناك سوى شيئًا واحدًا يدور في بالي "لماذا لا يفكر الآباء في مصلحة أبنائهم قبل تجربة أي شيء"؟" أعلم أن الأمومة صعبة وتربية الأطفال ليست شيئًا سهلًا، خاصة بعدما أصبحت تتغير المفاهيم يومًا بعد يومًا وتظهر أساليب تربية مختلفة كل يوم. ولكن الشيء الثابت الذي لا يتغير هو أن الآباء هم قدوة أبنائهم ومصدر ثقتهم، فإذا خذتلهم أنت واستغليتهم وكنت مثال سيئ لهم، فكيف تنتظر لهم مستقبل وحياة أفضل؟

 

Like
0
Joy
0
Angry
0
Love
0
Sad
0
Wow
0
هل سمعتي عن ZYNAH ؟ متجر مستحضرات التجميل الأون لاين الخاص بموقع فستاني؟ أكثر من ١٠٠٠ منتج تجميل محلي للعناية بالبشرة والشعر و المكياج ❤️ اضغطي هنا لزيارة ZYNAH >>

الكاتب

جاسمين كمال

جاسمين كمال

كانت ومازالت الكتابة هي وسيلتي الوحيدة للتعبير عن نفسي وأحلامي وآلامي.. في سن صغير اكتشفت بداخلي حبًا عميقًا للكلمات المكتوبة، ولم أرغب أبدًا في حصر نفسي بالكتابة في مجال معين، فلدي شغفي بمختلف الأشيا...

مشاركة المقالة PintrestFacebookTwitter

احصلي على أخر الأخبار علي فستاني وإنضمي لقائمتنا!

Fustany.com

فستاني هو موقع إلكتروني للأزياء، الموضة، الجمال واللايف ستايل للمرأة العربية - وقرائنا معظمهم من مصر، السعودية وأمريكا.

ZynahFenunFustany TVInstagramFacebookPinterestTwitterYouTube

Fustany.com جميع الحقوق محفوظة